{لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11)}{لاَ تُسْمِعُ} خطاب لكل من يصلح للخطاب أو هو مسند إلى ضمير الغائبة المؤنثة وهو راجع للوجوه على أن المراد بها أصحابها أو الإسناد المجازي وكذا يقال فيما قبل وأشار بعض إلى أن في الآية صنعة الاستخدام اختيارًا لأن المراد بالوجوه أولًا حقيقتها وعند إرجاع الضمير إليها ثانيًا أصحابها فهم الذين لا يسمعون {فِيهَا لاغية} أي لغوًا فهي مصدر عناه ويجوز كونها صفة كلمة محذوفة على أنها للنسب أي كلمة ذات لغو وجوز على تقدير كونها صفة كون الإسناد مجازيًا لأن الكلمة ملغو بها لا لاغية ويجوز أن تكون صفة نفس محذوفة أي لا تسمع فيها نفسًا لاغية وجعلها مسموعة لوصفها بما يسمع كما تقول سمعت زيدًا يقول كذا وجوز أن يكون ذلك على المجاز في الإسناد أيضًا وقرأ الأعرج وأهل مكة والمدينة ونافع وابن كثير وأبو عمرو بخلاف عنهم لا تسمع بتاء التأنيث مبنيًا للمفعول لاغية بالرفع وابن محيصن وعيسى ابن كثير وأبو عمرو كذلك إلا أنهم قرؤا بالياء التحتية لأن التأنيث مجازي مع وجود الفاصل والجحدري كذلك إلا أنه نصب لاغية على معنى لا يسمع فيها أي أحد لاغية من قولك أسمعت زيدًا.